السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ادناه موسوعة للعلماء المسلمين
ابن الجزار
هو
أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد القيرواني، المعروف بابن الجزار،
طبيب مغربي مشهور. ولد بالقيروان في أسرة اشتهر أفرادها بالطب، وتخرج على
إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، وتوفي بالقيروان سنة 369 ه. ترجم له صاعد
الأندلسي وابن أبي أصيبعة، قال صاعد: (كان حافظاً للطب، دارساً للكتب،
جامعاً لتأليف الأوائل حسن الفهم لها). وقد نال شهرة تجاوزت حدود بلاده،
فكان طلاب الأندلس يتوافدون إلى القيروان لتحصيل الطب عليه وذكر له عدة
مصنفات أشهرها: (زاد المسافر) الذي إلى اللاتينية قسطنطين الإفريقي،
(الاعتماد) في الأدوية المفردة، (البغية) في الأدوية المركبة.
...............................
ابن جلجل
هو
سليمان بن جلجل، طبيب أندلسي قرطبي، نبغ في أواسط القرن الرابع للهجرة،
وترجم عدة مصنفات طبية منها: كتاب (الأدوية البسيطة) لديسقوريدس اليوناني
سنة 340 ه. ومن مصنفاته كتاب (طبقات الأطباء والحكماء)، نشره فؤاد سيّد في
(منشورات المعهد الفرنسي بالقاهرة) سنة 1955 م.
...............................
ابن سمجون
هو
أبو بكر حامد بن سَمِجون، أو سَمْجون، طبيب أندلسي من أبناء القرن الرابع
الهجري. كان له يد في تقدم العلوم الصيدلية والعقاقيرية في الأندلس، أيام
الحكم الثاني والحاجب المنصور بن أبي عامر. وقد توفي حوالي السنة 400 ه.
...............................
ابن سينا
هو
أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، الملقب بالشيخ
الرئيس، فيلسوف، طبيب وعالم، ومن عظام رجال الفكر في الإسلام ومن أشهر
فلاسفة الشرق وأطبائه. ولد في قرية (أفشنة) الفارسية في صفر من سنة 370 ه
(سنة 980 م) من أم من أهل القرية وأب جاء من بلخ (أفغانستان حاليا). ثم
انتقل به أهله إلى بخارى (أوزبكستان حاليا) ليدير أبوه بعض الأعمال المالية
للسطان موح بن منصور الساماني. وفي بخارى ختم القرآن وهو ابن عشر سنين،
وتعمق في العلوم المتنوعة من فقه وأدب وفلسفة وطب، وبقي في تلك المدينة حتى
بلوغه العشرين. ويذكر أنه عندما كان في الثامنة عشر من عمره عالج السلطان
نوح بن منصور من مرض حار فيه الأطباء، ففتح له السلطان مكتبته الغنية
مكافأة له. ثم انتقل إلى خوارزم حيث مكث نحواً من عشر سنوات (392 - 402 ه)،
ومنها إلى جرجان فإلى الري. وبعد ذلك رحل إلى همذان وبقي فيها تسع سنوات،
ومن ثم دخل في خدمة علاء الدولة بأصفهان. وهكذا أمضى حياته متنقلاً حتى
وفاته في همذان، في شهر شعبان سنة 427 ه (سنة 1037 م). قيل أنه أصيب بداء
"القولنج" في آخر حياته. وحينما أحس بدنو أجله، اغتسل وتاب وتصدق وأعتق
عبيده.
ترك ابن سينا مؤلفات متعدّدة شملت مختلف حقول المعرفة في عصره، وأهمها:
العلوم الآلية، وتشتمل على كتب المنطق، وما يلحق بها من كتب اللغة والشعر.
العلوم النظرية، وتشتمل على كتب العلم الكلّي، والعلم الإلهي، والعلم الرياضي، والعلم الطبيعي.
العلوم العملية، وتشتمل على كتب الأخلاق، وتدبير المنزل، وتدبير المدينة، والتشريع.
ولهذه العلوم الأصلية فروع وتوابع، فالطب مثلاً من توابع العلم الطبيعي، والموسيقى وعلم الهيئة من فروع العلم الرياضي.
كتب
الرياضيات: من آثار ابن سينا الرياضية رسالة الزاوية، ومختصر إقليدس،
ومختصر الارتماطيقي، ومختصر علم الهيئة، ومختصر المجسطي، ورسالة في بيان
علّة قيام الأرض في وسط السماء. طبعت في مجموع (جامع البدائع)، في القاهرة
سنة 1917 م.
كتب الطبيعيات وتوابعها: جمعت طبيعيات ابن سينا في الشفاء
والنجاة والإشارات، وما نجده في خزائن الكتب من الرسائل ليس سوى تكملة لما
جاء في هذه الكتب. ومن هذه الرسائل: رسالة في إبطال أحكام النجوم، ورسالة
في الأجرام العلوية، وأسباب البرق والرعد، ورسالة في الفضاء، ورسالة في
النبات والحيوان.
كتب الطب: أشهر كتب ابن سينا الطبية كتاب القانون الذي
ترجم وطبع عدّة مرات والذي ظل يُدرس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن
التاسع عشر. ومن كتبه الطبية أيضاً كتاب الأدوية القلبية، وكتاب دفع المضار
الكلية عن الأبدان الإنسانية، وكتاب القولنج، ورسالة في سياسة البدن
وفضائل الشراب، ورسالة في تشريح الأعضاء، ورسالة في الفصد، ورسالة في
الأغذية والأدوية. ولابن سينا أراجيز طبية كثيرة منها: أرجوزة في التشريح،
وأرجوزة المجربات في الطب، والألفية الطبية المشهورة التي ترجمت وطبعت.
وألّف ابن سينا في الموسيقى أيضاً: مقالة جوامع علم الموسيقى، مقالة الموسيقى، مقالة في الموسيقى
ابن عراق
هو
أبو نصر منصور بن علي بن عراق، رياضي وفلكي من أهل خوارزم، وكان من أساتذة
أبي الريحان البيروني. لا نكاد نعرف من حياته سوى أنه رافق البيروني إلى
غزنة سنة 408 ه وأرسل إليه بضع عشرة رسالة، وقد توفي في حدود السنة 425 ه.
من آثاره (رسالة في إصلاح شكر من كتاب منلاوس في الكريات)، طبعها (كراوس)
في برلين سنة 1936 م. وذكر من مؤلفاته: (المجسطي الشاهي) و (الدوائر التي
تحد الساعات الزمانية).
...........................
ابن كشكاريا
هو
أبو يحيى بن كشكاريا، طبيب وعالم من أبناء القرن الرابع الهجري، درس على
سنان بن ثابت وكان من أجل تلامذته، ذكره ابن أبي أصيبعة وذكر شهرته في
صناعة الطب. كان في خدمة سيف الدولة بن حمدان، ولما بنى عضد الدولة
البيمارستان المنسوب إليه في بغداد استخدمه فيه وزاد حاله.
...........................
ابن المقشر
هو
أبو الفتح منصور بن المقشر، من الأطباء المشهورين بمصر أيام الدولة
الفاطمية. قال ابن العبري: (وله منزلة سامية عند أصحاب القصر ولا سيما في
أيام العزيز. وخدم ابن المقشر ابن العزيز الحاكم وحظي عنده، ولما مرض ابن
المقشر عاده الحاكم بنفسه، وقد توفي سنة 392 ه).
ابن مندويه
كان
يطبب في أصفهان، وبلغت شهرته بغداد، فطلبه عضد الدولة بن بويه إلى
بيمارستانه المعروف بالبيمارستان العضدي في بغداد. وقد توفي في حدود سنة
370 ه .
...........................
أبو علي أحمد بن عبد الرحمن بن مندويه
ترك
آثاراً في الطب أورد بعضها ابن أبي أصيبعة، منها: (المدخل في الطب)،
(الجامع المختصر في علم الطب)، (المغيث في الطب) الذي يعرف أيضاً باسم
(القانون الصغير)، (الأطعمة والأشربة). وكانت وفاته سنة 410 ه .
...........................
ابن الهيثم
هو
أبو علي الحسن بن الهيثم، والمهندس البصري المتوفى عام 430 ه، ولد في
البصرة سنة 354 ه على الأرجح. وقد انتقل إلى مصر حيث أقام بها حتى وفاته.
جاء في كتاب (أخبار الحكماء) للقفطي على لسان ابن الهيثم: (لو كنت بمصر
لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان).
فوصل قوله هذا إلى صاحب مصر، الحاكم بأمر الله الفاطمي، فأرسل إليه بعض
الأموال سراً، وطلب منه الحضور إلى مصر. فلبى ابن الهيثم الطلب وارتحل إلى
مصر حيث كلفه الحاكم بأمر الله إنجاز ما وعد به. فباشر ابن الهيثم دراسة
النهر على طول مجراه، ولما وصل إلى قرب أسوان تنحدر مياه النيل منه تفحصه
في جوانبه كافة، أدرك أنه كان واهماً متسرعاً في ما ادعى المقدرة عليه،
وأنه عاجز على البرّ بوعده. حينئذ عاد إلى الحاكم بالله معتذراً، فقبل عذره
وولاه أحد المناصب. غير أن ابن الهيثم ظن رضى الحاكم بالله تظاهراً
بالرضى، فخشي أن يكيد له، وتظاهر بالجنون، وثابر على التظاهر به حتى وفاة
الحاكم الفاطمي. وبعد وفاته عاد على التظاهر بالجنون، وخرج من داره، وسكن
قبة على باب الجامع الأزهر، وطوى ما تبقى من حياته مؤلفاً ومحققاً وباحثاً
في حقول العلم، فكانت له إنجازات هائلة.
ويصفه ابن أبي أصيبعة في
كتابه (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) فيقول: (كان ابن الهيثم فاضل النفس،
قوي الذكاء، متفنناً في العلوم، لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم
الرياضي، ولا يقرب منه. وكان دائم الاشتغال، كثير التصنيف، وافر
التزهد...).
لابن الهيثم عدد كبير من المؤلفات شملت مختلف أغراض
العلوم. وأهم هذه المؤلفات: كتاب المناظر، كتاب الجامع في أصول الحساب،
كتاب في حساب المعاملات، كتاب شرح أصول إقليدس في الهندسة والعدد، كتاب في
تحليل المسائل الهندسية، كتاب في الأشكال الهلالية، مقالة في التحليل
والتركيب، مقالة في بركار الدوائر العظام، مقالة في خواص المثلث من جهة
العمود، مقالة في الضوء، مقالة في المرايا المحرقة بالقطوع، مقالة في
المرايا المحرقة بالدوائر، مقالة في الكرة المحرقة، مقالة في كيفية الظلال،
مقالة في الحساب الهندي، مسألة في المساحة، مسألة في الكرة، كتاب في
الهالة وقوس قزح، كتاب صورة الكسوف، اختلاف مناظر القمر، رؤية الكواكب
ومنظر القمر، سمْت القبلة بالحساب، ارتفاعات الكواكب، كتاب في هيئة العالم.
ويرى البعض أن ابن الهيثم ترك مؤلفات في الإلهيات والطب والفلسفة وغيرها.
إن
كتاب المناظر كان ثورة في عالم البصريات، فابن الهيثم لم يتبن نظريات
بطليموس ليشرحها ويجري عليها بعض التعديل، بل إنه رفض عدداً من نظرياته في
علم الضوء، بعدما توصل إلى نظريات جديدة غدت نواة علم البصريات الحديث.
ونحاول فيما يلي التوقف عند أهم الآراء الواردة في الكتاب:
زعم
بطليموس أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين إلى الجسم المرئي، وقد
تبنى العلماء اللاحقون هذه النظرية. ولما جاء ابن الهيثم نسف هذه النظرية
في كتاب المناظر، فبين أن الرؤية تتم بواسطة الأشعة التي تنبعث من الجسم
المرئي باتجاه عين المبصر.
بعد سلسلة من اختبارات أجراها ابن الهيثم بيّن أن الشعاع الضوئي ينتشر في خط مستقيم ضمن وسط متجانس.
اكتشف
ابن الهيثم ظاهرة انعكاس الضوء، وظاهرة انعطاف الضوء أي انحراف الصورة عن
مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية في وسط معين إلى وسط غير متجانس معه.
كما اكتشف أن الانعطاف يكون معدوماً إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاً لزاوية
قائمة من وسط إلى وسط آخر غير متجانس معه.
وضع ابن الهيثم بحوثاً في ما يتعلق بتكبير العدسات، وبذلك مهّد لاستعمال العدسات المتنوعة في معالجة عيوب العين.
من أهم منجزات ابن الهيثم أنه شرّح العين تشريحاً كاملاً، وبين وظيفة كل قسم منها.
توصل
ابن الهيثم إلى اكتشاف وهم بصري مراده أن المبصر، إذا ما أراد أن يقارن
بين بعد جسمين عنه أحدهما غير متصل ببصره بواسطة جسم مرئي، فقد يبدو له
وهماً أن الأقرب هو الأبعد، والأبعد هو الأقرب. مثلاً، إذا كان واقفاً في
سهل شاسع يمتد حتى الأفق، وإذا كان يبصر مدينة في هذا الأفق (الأرض جسم
مرئي يصل أداة بصره بالمدينة)، وإذا كان يبصر في الوقت نفسه القمر مطلاً من
فوق جبل قريب منه (ما من جسم مرئي يصل أداة بصره بالقمر)، فالقمر في هذه
الحالة يبدو وهماً أقرب إليه من المدينة.
ابن يونس
هو أبو الحسن
على بن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصري، من مشاهير الرياضيين
والفلكيين الذين ظهروا بعد البتاني وأبي الوفاء البوزجاني. ويعده المستشرق
سارطون من فحول علماء القرن الرابع للهجرة، وقد يكون أعظم فلكي ظهر في مصر.
ولد فيها، وفيها كانت وفاته في شوال من سنة 399 ه .
...........................
أبو بكر بن أبي عيسى
هو
أحمد بن عمر بن أبي عيسى الأنصاري، رياضي وحاسب، من علماء الأندلس في
القرن الرابع الهجري، ذكره ابن صاعدة في (طبقات الأمم) وقال: كان متقدماً
في العدد والهندسة والنجوم، فكان يجلس لتعليم ذلك أيام الحكم.
...........................
أبو جعفر الخازن
هو
أبو جعفر محمد بن الحسين الخازن الخراساني، عالم رياضي فلكي من أبناء
القرن الرابع الهجري. لا نكاد نعرف شيئاً يذكر من حياته سوى أنه خدم ابن
العميد، وزير ركن الدولة البويهي. ولد من الكتب: (كتاب زيج الصفائح) و
(كتاب المسائل العددية). قيل أنه أول عالم حلّ المعادلات التكعيبية هندسياً
بواسطة قطوع المخروط، كما بحث في المثلثات على أنواعها.
...........................
أبو سهل الكوهي
هو
أبو سهل وَيْجَن بن وشم الكوهي، من العلماء الذين اشتغلوا في الرياضيات
والفلك ومراكز الأثقال، في عهد الدولة البويهية. أصله من طبرستان، قدم
بغداد وبرز في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، (وكان حسن المعرفة
بالهندسة وعلم الهيئة، متقدماً فيهما إلى الغاية المتناهية) على قول ابن
العبري. واشتهر بصنع الآلات الرصدية، وإجراء الأرصاد الدقيقة. وقد عهد إليه
شرف الدولة الرصد في المرصد الذي بناه في بستان داره ببغداد. فرصد فيه
الكوهي الكواكب السبعة تنقلها وأبراجها. كما بحث في مراكز الأثقال، فتوسع
فيها واستعمل البراهين الهندسية لحل بعض مسائلها. وللكوهي رسائل ومؤلفات في
الرياضيات والفلك نذكر بعضها: (كتاب مراكز الأكر)، (كتاب صفة الإسطرلاب)،
(كتاب الأصول في تحريكات كتاب إقليدس)، (البركار التام والعمل به). وكانت
وفاة الكوهي حوالي السنة 390 ه
...........................
أبو عثمان الدمشقي
هو
أبو عثمان سعيد بن يعقوب الدمشقي، طبيب ومصنف. ذكره ابن أبي أصيبعة، قال:
(كان من الأطباء المذكورين ببغداد، ونقل كتباً كثيرة إلى العربية من كتب
الطب وغيره، وكان منقطعاً إلى علي بن عيسى. وقال ثابت بن سنان المتطبب أن
أبا الحسن علي بن عيسى الوزير اتخذ البيمارستان بالحربية سنة 302 ه. وأنفق
عليه من ماله، وقلّده أبا عثمان سعيد بن يعقوب الدمشقي. وذكر من مصنفاته
(مسائل) جمعها من كتاب جالينوس، و (مقالة في النبض).
أبو القاسم الإنطاكي
هو
أبو القاسم علي بن أحمد الإنطاكي، الملقب (بالمجتبي)، رياضي ومهندس، ومن
أعلام مهندسي القرن الرابع للهجرة. ولد في إنطاكية، وانتقل إلى بغداد،
فاستوطنها حتى وفاته حوالي السنة 376 ه، وكان من أصحاب عضد الدولة البويهي
والمقدمين عنه. وكان على نبوغه في الهندسة والعدد، مشاركاً في علوم
الأوائل. وأشار القفطي وابن النديم إلى عدد من آثاره، منها: (التخت الكبير
في الحساب الهندي)، (تفسير الأرثماطيقي)، (شرح إقليدس)، (كتاب في
المكعبات)، (الموازين العددية) يبحث في الموازين التي تعمل لتحقيق صحة
أعمال الحساب.
...................
أبو القاسم الزهراوي
هو
أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، نسبه إلى مدينة الزهراء التي بناها أمويو
الأندلس إلى الغرب الشمالي من مدينة قرطبة، وكتب الأوروبيون اسمه
باللاتينية على أشكال عدة. وهو طبيب، جرّاح، ومصنّف، يُعد من أعظم جراحي
العرب ومن أعظم أطبائهم. عاش في الأندلس خلال القرن الرابع الهجري (العاشر
الميلادي)، فقضى حياة مليئة بجلائل الأعمال، وترك آثاراً عظيمة. وكان طبيب
عبد الرحمن الثالث المعروف بالناصر، ثم طبيب ابنه الحكم الثاني المستنصر.
على أن التاريخ ضنّ علينا بالكثير من تفاصيل هذه الحياة، حتتى أننا نجهل
سنة ولادته. أما وفاته فكانت على الأرجح سنة 404 ه .
إن أفضل تصانيفه كتابه الكبير المعروف باسم (الزهراوي)، وأكبر تصانيفه (التصريف لمن عجز عن التأليف) وقد ترجم وطبع عدة مرات.
لم
يكن الزهراوي جرّاحاً ماهراً فحسب، بل كان حكيماً ذا خبرة واسعة. وقد أفرد
قسماً مهماً من كتابه لأمراض العين، والأذن، والحنجرة، وقسماً مهماً
لأمراض الأسنان، واللثة، واللسان، وأمراض النساء، وفن والولادة، والقبالة،
وباباً كاملاً للجبر، وعلاج الفك والكسر.
اخترع الزهراوي آلة جديدة
لشفاء الناسور الدمعي، وعالج عدداً من الأمراض بالكي مثل الآكلة، والنزف
والزهراوي هو أول من اكتشف ووصف نزف الدم المسمى (هيموفيليا).
وكان أثر
الزهراوي عظيماً في أوروبا، فقد ترجمت كتبه إلى لغات عديدة، ودرست في
جامعات أوروبا الطبية. واقتفى أثره الجراحون الأوربيون، واقتبسوا عنه، حتى
أنه في كثير من الأحيان انتحلوا بعض اكتشافاته من دون أن يذكوه كمصدر أولي.
وكان مؤلفه الكبير المرجع الأمين لأطباء أوروبا من أوائل القرن الخامس عشر
إلى أواخر الثامن عشر.
...................
الإصطرخي
هو
أبو القاسم إبراهيم بن محمد الفارسي الإصطرخي، المعروف بالكرخي، نشأ في
اصطخر ونسب إليها. وفي (كشف الظنون) هو أبو زيد محمد بن سهل البلخي، وفي
دائرة المعارف الإسلامية هو أبو اسحق إبراهيم بن محمد الفارسي الذي عاش في
النصف الأول من القرن الرابع الهجري.
طلب العلم ونبغ في حدود عام
349 ه، وعني بأخبار البلاد. فخرج يطوف المناطق حتى وصل إلى الهند، ثم إلى
سواحل المحيط الأطلسي، وفي رحلاته لقي نفراً من العلماء في الحقول
المختلفة.
لم تكن مصادر علم البلاد (علم الجغرافيا) موفورة في عصره،
فكان بذلك أول جغرافي عربي صنّف في هذا الباب، إمّا عن مشاهدة فعلية وإمّا
نقلاً عن كتاب بطليموس. وقد نقلت مؤلفاته إلى عدة لغات وتمّ طبعها عدة
مرات.
وقد وصلنا من أعماله كتابان: كتاب (صور الأقاليم) الذي ألفه على اسم أبو زيد البلخي، والثاني كتاب (مسالك الممالك).
...................
البوزجاني
هو
أبو الوفاء محمد بن يحيى بن إسماعيل بن العباس البوزجاني، من أعظم رياضيي
العرب، ومن الذين لهم فضل كبير في تقدم العلوم الرياضية. ولد في بوزجان،
وهي بلدة صغيرة بين هراة ونيسابور، في مستهل رمضان سنة 328 ه. قرأ على عمه
المعروف بأبي عمرو المغازلي، وعلى خاله المعروف بأبي عبد الله محمد بن
عنبسة، ما كان من العدديّات والحسابيات. ولما بلغ العشرين من العمر انتقل
إلى بغداد حيث فاضت قريحته ولمع اسمه وظهر للناس إنتاجه في كتبه ورسائله
وشروحه لمؤلفات إقليدس وديوفنطس والخوارزمي .
وفي بغداد قدم أبو الوفاء
سنة 370 ه أبا حيان التوحيدي إلى الوزير ابن سعدان. فباشر في داره مجالسه
الشهيرة التي دوّن أحداثها في كتاب (الامتاع والؤانسة) وقدمه إلى أبي
الوفاء.
وفي بغداد قضى البوزجاني حياته في التأليف والرصد والتدريس. وقد
انتخب ليكون أحد أعضاء المرصد الذي أ،شأه شرف الدولة، في سراية، سنة 377
ه. وكانت وفاته في 3 رجب 388 ه على الأرجح
يعتبر أبو الوفاء أحد الأئمة
المعدودين في الفلك والرياضيات، وله فيها مؤلفات قيمة، وكان من أشهر الذين
برعوا في الهندسة، أما في الجبر فقد زاد على بحوث الخوارزمي زيادات تعتبر
أساساً لعلاقة الجبر بالهندسة، وهو أول من وضع النسبة المثلثية (ظلّ) وهو
أول من استعملها في حلول المسائل الرياضية، وأدخل البوزجاني القاطع والقاطع
تمام، ووضع الجداول الرياضية للماس، وأوجد طريقة جديدة لحساب جدول الجيب،
وكانت جداوله دقيقة، حتى أن جيب زاوية 30 درجة كان صحيحاً إلى ثمانية أرقام
عشرية، ووضع البوزجاني بعض المعادلات التي تتعلق بجيب زاويتين، وكشف بعض
العلاقات بين الجيب والمماس والقاطع ونظائرها.
وظهرت عبقرية البوزجاني
في نواح أخرى كان لها الأثر الكبير في فن الرسم. فوضع كتاباً عنوانه (كتاب
في عمل المسطرة والبركار والكونيا) ويقصد بالكونيا المثلث القائم الزاوية.
وفي هذا الكتاب طرق خاصة مبتكرة لكيفية الرسم واستعمال الآلات ذلك.
ولأبي
الوفاء، غير ما ذكر، مؤلفات قيمة، ورسائل نفيسة، منها: كتاب ما يحتاج إليه
العمال والكتاب من صناعة الحساب وقد اشتهر باسم كتاب منازل الحساب، كتاب
فيما يحتاج إيه الصناع من أعمال الهندسة، كتاب إقامة البراهين على الدائر
من الفلك من قوس النهار، كتاب تفسير كتاب الخوارزمي في الجبر والمقابلة،
كتاب المدخل إلى الأرتماطيقي، كتاب معرفة الدائر من الفلك، كتاب الكامل،
كتاب استخراج الأوتار، كتاب المجسطي.
وخلاصة القول أن البوزجاني أبرع
علماء العرب الذين كان لبحوثهم ومؤلفاتهم الأثر الكبير في تقدم العلوم، ولا
سيما الفلك، والمثلثات، وأصول الرسم. كما كان من الذين مهّدوا السبيل
لإيجاد الهندسة التحليلية، بوضعه حلولاً هندسية لبعض المعادلات، والأعمال
الجبرية العالية.
اتمنى ان تعم الفائدة